أكتشف بنفسك : الصفحة الرئيسية > تبادُل > علم الفلك والفضاء > سؤال/ جواب
علم الفلك في المرحلة الأولى
١٢/٠٩/٢٠٠١
تاريخ
 
سؤال من
 

بعد أن تم تعييني متخصص للمواد العلمية وبما أنني بصدد تناول موضوع عن علم الفلك مع تلاميذي بالصف الخامس الابتدائي ,أود أن أعرف إن كان من الممكن تناول مثل هذا الموضوع مع تلاميذ هذه المرحلة وما هي الأهداف الأساسية من تلك الدراسة. شكراً مقدماً.

 

 
 
١٥/٠٩/٢٠٠١
تاريخ
 
إجابة من
 

علم الفلك للمرحلة الأولى. سؤال، إثبات حالة. هل يمكن الإعداد لدراسة علم الفلك منذ المرحلة الأولى؟ للوهلة الأولى، لا يبدو ذلك متمشياً مع نفسية صغار الأطفال حيث يكون لديهم نظرة إحيائية تجاه الأجسام السماوية، فيعتبرونها كما لو كانت أشخاصاً يتمتعون بالحياة ولديهم مشاعر وميول للنشاط والوعي ("يتبعني القمر ليلاً عندما أكون في السيارة مع والدي. والقمر هنا بصحبة النجوم حتى نرى بوضوح ليلاً"). كما يكون كل طفل فكرة عن أبعاد ومسافات النجوم بالنسبة له وجميعها مقاييس تبعد كل البعد عن الواقع (تشبه الشمس كرة نارية كبيرة في السماء. إذا تمكنت من الصعود أعلى سقف المبنى، سوف أكون أقرب للشمس"). أما عن الظواهر السماوية، فجميعها تثير لدى الطفل نوعاً من الانبهار دون إثارة التساؤلات الفطرية ("أنظر، لم يحل الليل بعد وها وهو ذا القمر يضئ!"). غير أنه في مثل هذه الشريحة العمرية، نلاحظ فروقاً مهمة بين التلاميذ على مستوى الإدراك حيث تقوم البيئة الاجتماعية هنا بدور هام جداً، ففي الواقع، قد تساعد العائلة أو إمكانية الوصول إلى وسائل الإعلام في اكتساب المعارف التي لا يستهان بها حتى وإن كانت جزئية ودون علاقة تربطها فيما بينها. غير أنها تثير بعض التساؤلات المنطقية بطريقة ما على المدى الطويل كثمرة للفضول المتزايد الذي يسعى إلى إثراء الذات بطريقة أو بأخرى كما يسعى إلى إثراء الخيال (الذي لا يزال يحتفظ بحد غير واضح المعالم يفصل بينه وبين عالم الواقع). وجهات النظر. وهذا هو المجال الذي تستطيع المدرسة أن تقوم بدورها فيه، فلفت النظر إلى "الأجسام السماوية" من شأنه خلق تفكير منطقي أو بالأحرى تفكير يقوم على "الملاحظة" كما يمكننا القول، حيث أن علم الفلك إنما هو علم ملاحظة أكثر من كونه علماً تجريبياً، فلا يمكننا عمل تجربة على النجوم، بل ملاحظة هيئتها فقط وتنقلها ووضعها مقارنة ببعضها البعض وما تصدره (كضوء الشمس مثلاً، والظلال التي تنشرها – هنا ممكن إجراء التجارب )؛ كما يمكن القيام ببعض التصورات (النهار والليل). وهناك ثلاثة موضوعات رئيسية يمكن الارتكاز عليها لدعم النشاطات: ١. النجوم ذاتها ٢. الضوء والظل ٣. الظواهر البصرية. وسوف نبدأ بالنسبة لكل "موضوع للدراسة" من الواقع الذي يعيشه التلاميذ وسوف نطلب منهم شرح فكرتهم عن النجوم أو الظواهر التي تم دراستها. ثم سنحاول اصطحاب التلاميذ إلى حد أبعد قليلاً عن طريق التصورات باستخدام أدوات بسيطة جداً وأبحاث مرجعية لاستكمال أو لاستبدال بعض الملاحظات في موضعها الأصلي. كما سنقوم ببعض النشاطات المتعلقة بمجالات أخرى تتعلق بالخيال والإبداع (مجالات لا مفر منها في مثل هذا العمر أو بعده!)، ويسمح علم الفلك بصفة خاصة أكثر من أي علم آخر بتعدد مواد الدراسة. ومن المؤكد أن النشاطات سوف تكون متعددة إلى حد ما وكذلك متعمقة حسب مرحلة التلاميذ الدراسية سواء أكانوا في مرحلة المبتدئين أم مرحلة رياض الاطفال وكذلك حسب فترة العام الدراسي التي سيتم إجراء هذه النشاطات خلالها، فالتلاميذ في مثل هذا العمر يتقدمون بسرعة خلال بضعة أشهر. بعض نقاط الدراسة. النجوم والشمس. حرصاً على العينين! فمع تلاميذ مرحلتي الحضانة حتى مع استخدام المرشحات الخاصة، يجب تجنب الملاحظة المباشرة (التي لا تؤتي أية ثمار بالنسبة للأطفال في هذا العمر). بل من الممكن توضيح "الدوائر الشمسية" تحت الأشجار (صور الشمس بفعل الانكسار) أو – من خلال لمحة عين خاطفة – توضيح موقع النجم خلال اليوم (أو خلال الفصول وفق تسجيلات دقيقة). مشاهدة صور لقرص الشمس في أثناء الكسوف الكلي. القمر. إعادة اكتشاف إمكانية وجود القمر في السماء خلال النهار، وأن سطح القمر عبارة عن مناطق رمادية اللون، واستنتاج أن القمر أيضاً "يتحرك" على مر الساعات، وأنه سوف يكون "متأخراً" جداً في اليوم التالي وأن شكل القمر قد تغير بصورة واضحة مع نهاية الأسبوع. مشاهدة صور لتضاريس القمر وقطعاً صور للحملات المرسلة إليه. الأرض، كوكب الحياة (ابتداء من ٤ سنوات). ملاحظة ألوان السماء والسحب وتكون السحب. الشعور بالرياح والمطر والجليد. تصنيع دوارة رياح (أو ذراع هوائي) وجهاز لقياس المطر ورجل جليد صغير. إثبات دور الضوء والماء في إنبات البذور. اكتشاف خريطة العالم. كواكب النظام الشمسي (ابتداء من ٤ سنوات). مشاهدة صور للأرض تم التقاطها من الفضاء وصور لكواكب أخرى وأقمارها. عقد مقارنة بين الأحجام بمقياس بعض الفواكه. إعادة تكوين العائلة الشمسية باستخدام بعض الصور. عمل دوائر تمثل نظام الكواكب. النجوم (ابتداء من ٤ سنوات). خلال الشتاء (عندما يحل الظلام مبكراً وفي وجود أفراد العائلة)، تحديد موقع بعض مجموعات النجوم: الدب الأكبر، الثريا (كوكبة شمالية)، الجوزاء ورسمها. مشاهدة صور توضح أشكالاً مختلفة من النجوم والمجرات. الضوء والظل. اللعب مع الضوء. استخدام مرايا لنجعل الشمس "تقوم بوثبات". ملاحظة الضوء من خلال ريش نعام لإعادة اكتشاف "ألوان قوس قزح"، مشاهدة نفس هذه الألوان على فقاقيع الصابون المقزح وعلى CD (غير مستعمل!). ابتداء من ٤ سنوات: النظر من خلال منشور عدسة مكبرة (منشور قائم الزاوية من البلاستيك). باستخدام هذه المنشورات يمكن الحصول على أطياف ملونة على عدة دعامات (ورقة، أرض، سور، أو الأجسام ("حجرة قوس قزح"). اللعب مع الظل. الوقوف في الشمس مع الأصدقاء وملاحظة الظلال. وضع أشياء مختلفة في الشمس للحصول على ظلال معتمة ثم ظلال ملونة (ورق حلوى من السيلوفان، أجسام شفافة بسوائل ملونة). ابتداء من ٤ سنوات رسم محيط الظل لمختلف الأجسام الموجودة مكانها، القيام بنفس الخطوات عدة مرات خلال اليوم، ملاحظة تغيرات الظلال. محاولة تكوينها باستخدام مصباح كهربي وبنفس الأجسام. الظواهر الدورية (ابتداء من ٤ سنوات). النهار والليل: اكتشاف تعاقب النهار والليل بمشاهدة دوران كرة كبيرة مضاءة بمصباح مثبت عليها تمثالان صغيران كل منهما عكس الآخر. اللعب عن طريق دوران خريطة العالم (مع الإشارة إلى فرنسا بعلم) أمام مصباح جيب ثابت. طوال السنة الدراسية، تبين التغيرات الهامة في كل فصل، عودة بعض الأعياد (هالوين، رأس السنة، شم النسيم) وأعياد الميلاد. أوجه القمر. اللعب باستخدام كرة مضاءة بمصباح كهربي: محاولة الحصول على البدر والتربيع والهلال. الملاحظة ثم ترتيب عشرات الصور التي تمثل أوجه القمر. وضع الصور المتطابقة فوق بعضها.

 
 
أدوات
© اكتشف بنفسك ٢٠٢٤